القائمة الرئيسية

الصفحات

برنامج Google Earth Pro لنظام Windows: المتصفح الجغرافي الشامل وهندسة البيانات المكانية في عصر الحوسبة

يمثل برنامج Google Earth Pro لنظام Windows ذروة التطور في تكنولوجيا الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية (GIS) المتاحة للمستخدم العادي والمحترف على حد سواء. لم يعد هذا البرنامج مجرد أداة لاستكشاف الشوارع أو رؤية المنازل من الأعلى، بل تحول برمجياً إلى مختبر رقمي يدمج مليارات الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، والتصوير الجوي، والبيانات الطبوغرافية في نموذج كروي ثلاثي الأبعاد فائق الدقة. إن جوجل إيرث برو هو نتاج عبقرية برمجية بدأت مع شركة Keyhole قبل أن تستحوذ عليها جوجل وتطورها لتصبح أداة لا غنى عنها للباحثين، المهندسين، والمستكشفين. بفضل محركه القوي الذي يستغل قدرات المعالجة في نظام ويندوز، استطاع البرنامج أن يحول شاشة الحاسوب الشخصي إلى نافذة تطل على كل شبر من كوكب الأرض، موفراً دقة بصرية ومعلوماتية مذهلة تعتمد على معالجة لحظية لبيانات ضخمة (Big Data) يتم سحبها من سحابة جوجل العملاقة وتجسيدها أمام المستخدم في ثوانٍ معدودة.

في هذا الجزء الأول من المقال، سوف نغوص في أعماق البنية التحتية لبرنامج Google Earth Pro وكيفية عمل محرك الرندرة ثلاثي الأبعاد المسؤول عن بناء الجبال والمدن الافتراضية. سنتحدث عن الفلسفة البرمجية التي جعلت البرنامج ينتقل من النسخة المدفوعة إلى النسخة المجانية للمحترفين، وكيف يتم معالجة أوامر الملاحة والتحليق برمجياً لضمان تجربة انسيابية. كما سنتناول ميزة "البيانات التاريخية" التي تتيح العودة بالزمن عبر صور الأقمار الصناعية القديمة، ونظام الطبقات (Layers) المعقد الذي يعرض الطرق، الحدود، والمباني ثلاثية الأبعاد. بالإضافة إلى ذلك، سنشرح كيفية توافق البرنامج مع مختلف إصدارات نظام Windows، مع تسليط الضوء على الأداء التقني لنظام الذاكرة المؤقتة (Cache)، وكيفية إدارة موارد بطاقة الرسوميات لضمان عرض التفاصيل المعمارية والطبيعية بدقة متناهية تفوق الخيال.

الهوية البرمجية: لماذا يتفوق Google Earth Pro تقنياً على منصات الخرائط التقليدية؟

إن القوة الحقيقية لبرنامج جوجل إيرث برو تكمن في قدرته على دمج أنواع مختلفة من البيانات الجغرافية في واجهة برمجية واحدة متماسكة. إليك الركائز التقنية التي تمنح هذا البرنامج أفضليته على نظام Windows:

  • محرك الرندرة المتكيف (Adaptive Rendering Engine): يعتمد التطبيق برمجياً على تقنية تسمى "المستويات التفصيلية" (Level of Detail - LOD). عندما تكون بعيداً عن الأرض، يقوم الكود البرمجي بتحميل صور منخفضة الدقة لتوفير الموارد، وكلما اقتربت (Zoom-in)، يتم سحب أجزاء صغيرة وعالية الدقة من البيانات، مما يضمن توازناً برمجياً بين سرعة التحميل وجودة الصورة.
  • تكامل بيانات الارتفاع الرقمية (DEM): لا يعرض البرنامج صوراً مسطحة، بل يعتمد برمجياً على نماذج الارتفاع الرقمية لبناء التضاريس. يتم معالجة بيانات الرادار والليز لإعطاء الجبال والوديان أبعادها الحقيقية، مما يتيح للمستخدمين قياس الارتفاعات والميول بدقة هندسية عالية مباشرة من الويندوز.
  • نظام الذاكرة المؤقتة الذكي (Disk Cache Management): يمتلك البرنامج كوداً برمجياً يخصص مساحة على القرص الصلب لتخزين المناطق التي قمت بزيارتها. هذا يقلل من استهلاك البيانات في المرات القادمة ويسرع من عملية الرندرة، حيث يتم سحب البيانات محلياً بدلاً من تحميلها من الإنترنت، وهو ما يحسن الأداء بشكل كبير في الأجهزة المتوسطة.

المميزات الرئيسية: تشريح أدوات القياس والتحليل الجغرافي

يقدم Google Earth Pro مجموعة أدوات احترافية تتجاوز الاستخدام الترفيهي، حيث تم دمج وحدات برمجية مخصصة للقياس الدقيق وإدارة البيانات الجغرافية الضخمة.

1. أدوات القياس المتقدمة (Advanced Measurement Tools)

أضاف المطورون ميزات برمجية كانت في السابق حكراً على البرامج الهندسية المكلفة:

  • قياس المساحات والمحيطات: يتيح لك الكود البرمجي رسم مضلعات فوق الخريطة لحساب المساحة بالفدان أو الكيلومتر المربع. النظام يحسب هذه القيم بناءً على انحناء الأرض (Geodesic measurements)، مما يضمن دقة عالية جداً في قياس الأراضي الشاسعة.
  • قياس المباني ثلاثية الأبعاد: بفضل دقة الرندرة، يمكن للمستخدمين قياس ارتفاع المباني أو عرض الشوارع. يتم معالجة هذه البيانات برمجياً عبر تحليل الظلال والزوايا البصرية، مما يوفر أداة قيمة للمخططين العمرانيين.

2. استيراد وتصدير بيانات GIS (KML/KMZ Support)

  • لغة تعليم الأماكن (Keyhole Markup Language): يعتمد البرنامج برمجياً على ملفات KML، وهي لغة مبنية على XML تتيح تخزين النقاط والخطوط والمضلعات. يمكنك استيراد مئات الآلاف من النقاط الجغرافية من ملفات Excel أو CSV، ويقوم البرنامج برمجياً بتوزيعها على الخريطة لحظياً، مما يجعله أداة قوية لإدارة البيانات الضخمة.
  • التوافق مع برامج الطرف الثالث: تم برمجة جوجل إيرث برو ليتكامل مع برامج مثل AutoCAD و ArcGIS، حيث يمكن تصدير الخرائط ثلاثية الأبعاد أو استيراد المخططات الهندسية لتركيبها فوق الواقع الجغرافي.

3. ميزة الصور التاريخية (Historical Imagery)

  • السفر عبر الزمن برمجياً: يمتلك البرنامج قاعدة بيانات تاريخية ضخمة. عبر شريط تمرير زمني، يقوم الكود البرمجي بتبديل الطبقات الرسومية للأرض ليعرض لك كيف كان شكل المدينة أو الغابة قبل عشرين أو ثلاثين عاماً. هذه الميزة تتطلب إدارة برمجية فائقة لمزامنة الصور المختلفة من أقمار صناعية متنوعة عبر العقود.

الأداء التقني وتحسين استهلاك الموارد على نظام Windows

خلف الصور المذهلة للمحيطات والجبال، يعتمد Google Earth Pro على تقنيات برمجية لضمان عمل البرنامج بكفاءة عالية دون إرهاق المعالج المركزي أو الذاكرة العشوائية.

إدارة المعالجة الرسومية والذاكرة

قامت جوجل بتطوير الكود البرمجي ليكون متوافقاً مع مكتبات DirectX و OpenGL في ويندوز:

  • توزيع أحمال الرندرة: يتم برمجة التطبيق ليفوض مهام رسم المباني ثلاثية الأبعاد لبطاقة الرسوميات (GPU)، بينما يتولى المعالج (CPU) إدارة تدفق البيانات والعمليات الحسابية. هذا التوزيع البرمجي يضمن سلاسة الحركة (Navigation) حتى في المدن المزدحمة مثل نيويورك أو طوكيو.
  • التوافق مع إصدارات Windows الحديثة: تم تحسين الكود المصدري ليعمل بفعالية على Windows 10 و Windows 11، مع دعم كامل للشاشات ذات الدقة العالية (4K)، مما يبرز تفاصيل الخرائط بوضوح لا يضاهى ويسهل قراءة النصوص والبيانات الجغرافية المعقدة.

الأمان والخصوصية في بيئة جوجل إيرث برو

تلتزم جوجل بمعايير أمنية صارمة لضمان حماية خصوصية المستخدمين وتأمين البيانات التي يتم رفعها أو معالجتها عبر البرنامج.

1. تشفير نقل البيانات

يتم برمجة الاتصال بين البرنامج وسيرفرات جوجل ليكون مشفراً بالكامل عبر بروتوكولات HTTPS. هذا يضمن أن المناطق التي تبحث عنها أو البيانات الحساسة التي تستوردها لا يمكن اعتراضها برمجياً من قبل أطراف خارجية، مما يوفر بيئة عمل آمنة للشركات والباحثين.

2. إدارة بيانات المستخدم المحلية

يتم تخزين "أماكني المفضلة" (My Places) برمجياً في ملفات محلية على قرص الويندوز. يتيح البرنامج للمستخدمين تشفير هذه الملفات أو نقلها يدوياً، مما يمنح سيطرة كاملة على المعلومات الجغرافية الشخصية وحمايتها من الوصول غير المصرح به.

نصائح تقنية لمستخدمي Google Earth Pro على Windows

لتحقيق أفضل أداء وتحقيق أقصى استفادة من الأدوات الاحترافية، اتبع هذه التوجيهات التقنية:

1. ضبط حجم الذاكرة المؤقتة (Cache)

ادخل للإعدادات وقم برمجياً بزيادة حجم الذاكرة المؤقتة للقرص (Disk Cache) إلى أقصى حد مسموح به (غالباً 2000 ميجابايت). هذا سيسمح للبرنامج بتخزين المزيد من البيانات جغرافياً، مما يقلل من وقت انتظار "الضبابية" عند التنقل السريع بين القارات.

2. استخدام ميزة "تحليق المسار" (Tour Recording)

يمكنك برمجياً تسجيل رحلة جوية فوق منطقة معينة وتصديرها كملف فيديو عالي الدقة (Movie Maker). الكود البرمجي يتيح لك تحديد الدقة ومعدل الإطارات، مما يجعله أداة مثالية لإنشاء عروض تقديمية جغرافية احترافية دون الحاجة لبرامج مونتاج معقدة.

3. تفعيل الطبقات الضرورية فقط

للحفاظ على سرعة البرنامج في ويندوز، قم برمجياً بإيقاف تشغيل الطبقات التي لا تحتاجها، مثل "المباني ثلاثية الأبعاد" أو "الطقس" عند البحث عن بيانات حدودية بسيطة. تقليل عدد الكائنات التي يجب على المحرك معالجتها يزيد من سلاسة الحركة ودقة الاستجابة اللمسية والبصرية.

محاكي الطيران المدمج (Flight Simulator): هندسة التحليق الافتراضي

من الميزات البرمجية المذهلة والمخفية داخل Google Earth Pro هي محاكي الطيران الذي يحول البرنامج من أداة خرائط صامتة إلى منصة تدريب تفاعلية. تم برمجة هذا المحاكي ليعمل بفيزياء طيران واقعية، حيث يمكن للمستخدمين الاختيار بين طائرتين (F-16 و SR22). الكود البرمجي يدير قوى الرفع، السحب، والجاذبية بناءً على تضاريس الأرض الحقيقية التي يتم معالجتها من قاعدة البيانات الجغرافية. هذه الميزة ليست مجرد لعبة، بل هي استعراض لقوة المحرك الرسومي في معالجة رندرة الأرض بسرعات عالية، حيث يتم سحب البيانات وتوليد التضاريس ثلاثية الأبعاد لحظياً لتتناسب مع سرعة الطائرة، مما يوفر تجربة غامرة تبرز دقة النماذج الطبوغرافية المبرمجة داخل نظام ويندوز.

1. التحكم والملاحة الجوية برمجياً

  • دعم أجهزة التحكم الخارجية: تم برمجة المحاكي ليدعم عصا التحكم (Joystick) المرتبطة بالحاسوب عبر بروتوكولات DirectX. الكود البرمجي يترجم حركات اليد إلى أوامر ميكانيكية افتراضية تؤثر على أسطح توجيه الطائرة، مما يمنح الطيارين الهواة فرصة لاستكشاف الكوكب من منظور واقعي تماماً.
  • التكامل مع المطارات الحقيقية: يمتلك البرنامج قاعدة بيانات مبرمجة لمئات المطارات حول العالم بإحداثياتها الصحيحة. يمكنك الإقلاع من مطار حقيقي والهبوط في آخر، حيث يتم معالجة المدارج والإضاءة بناءً على البيانات الجغرافية الدقيقة، مما يجعلها أداة تعليمية ممتازة لفهم الجغرافيا الجوية.

استكشاف ما وراء الأرض: النجوم، المريخ، والقمر

لم يكتفِ مطورو جوجل ببرمجة الأرض فقط، بل قاموا بتوسيع النطاق البرمجي ليشمل الكون بأكمله. عبر أيقونة "الكوكب" في شريط الأدوات، يمكن للمستخدم تبديل المحرك الرسومي ليعرض بيانات من ناسا (NASA) ووكالة الفضاء الأوروبية. البرمجة هنا تدير طبقات مختلفة تماماً من الصور والبيانات الطبوغرافية خارج كوكبنا، مما يحول البرنامج إلى مرصد فلكي رقمي متطور يتيح للباحثين والطلاب دراسة فوهات القمر أو وديان المريخ بدقة ثلاثية الأبعاد، مع توفير معلومات برمجية نصية حول كل معلم جيولوجي يتم النقر عليه.

1. وضع "السماء" (Sky Mode) والبيانات الفلكية

  • خرائط النجوم والمجرات: يتم برمجة هذا الوضع ليعرض ملايين الأجرام السماوية في مواقعها الصحيحة بناءً على التوقيت الحالي. الكود البرمجي يدير طبقات الأشعة السينية، والأشعة تحت الحمراء، والخرائط التاريخية للنجوم، مما يتيح استكشاف الكون بأطوال موجية مختلفة لا تري بالعين المجردة.
  • رحلات استكشاف المريخ والقمر: يعتمد البرنامج برمجياً على بيانات المسح الليزري (Lidar) التي جمعتها المركبات الفضائية. يتم بناء نماذج ثلاثية الأبعاد لسطح المريخ، مما يسمح للمستخدم بزيارة مواقع هبوط المركبات الشهيرة ورؤية الصور البانورامية التي التقطتها، وكل ذلك بفضل التنسيق البرمجي بين قواعد بيانات الفضاء ومحرك جوجل إيرث.

أدوات صناعة المحتوى: Movie Maker وصناعة الأفلام الجغرافية

يتميز الإصدار "برو" برمجياً بوجود أداة صناعة الأفلام (Movie Maker) التي كانت في السابق ميزة مدفوعة. هذه الأداة تتيح للمهندسين والمخططين تصدير لقطات التحليق كملفات فيديو عالية الجودة تصل دقتها إلى 4K. الكود البرمجي يدير عملية "الرندرة غير اللحظية"؛ حيث يقوم البرنامج بمعالجة كل إطار بدقة كاملة وبدون "لاغ" لضمان جودة سينمائية، مما يجعله البرنامج المفضل لإنتاج الفيديوهات الوثائقية الجغرافية والعروض التقديمية العقارية الاحترافية على نظام ويندوز.

1. برمجة الجولات المخصصة (Tours)

  • تسجيل المسارات والتعليق الصوتي: يتيح البرنامج برمجياً تسجيل جولة كاملة تشمل التنقل بين المدن، التقريب على المباني، وإضافة تعليق صوتي لحظي. الكود يحفظ هذه الجولة كملف KML صغير الحجم يمكن إرساله لأي شخص ليقوم البرنامج برمجياً بإعادة تشغيلها وكأنها عرض حي ومباشر.
  • تخصيص زوايا الكاميرا والسرعة: يمتلك المستخدم تحكماً برمجياً كاملاً في انسيابية حركة الكاميرا، حيث يمكن تحديد نقاط التوقف والالتفاف، ويقوم البرنامج برمجياً بـ "تنعيم" المسار (Path Smoothing) لتبدو الحركة طبيعية وسلسة، مما يرفع من قيمة المحتوى البصري المنتج.

الاقتصاد المعرفي والتحليل العمراني: دور البرمجيات في اتخاذ القرار

أصبح Google Earth Pro أداة اقتصادية ومعرفية جبارة في يد صناع القرار. يتم استخدامه برمجياً في تقييم المواقع العقارية، دراسة تأثير الظلال للمباني الجديدة، وتحليل الغطاء النباتي. الكود البرمجي يوفر أدوات لتحليل الرؤية (Viewshed Analysis)، حيث يمكن للمهندس برمجياً تحديد المناطق التي يمكن رؤيتها من نقطة معينة بارتفاع محدد، وهو أمر حيوي في بناء أبراج الاتصالات أو المنتجعات السياحية، مما يوفر ملايين الدولارات التي كانت تنفق سابقاً على الدراسات الميدانية المعقدة.

1. الطبقات البيئية وتغير المناخ

  • مراقبة التصحر وذوبان الجليد: بفضل ميزة الصور التاريخية، يتم برمجة طبقات تعرض التغير في الغطاء الجليدي عبر العقود. المحللون يستخدمون الكود البرمجي لقياس المساحات المفقودة، ويقوم البرنامج برمجياً بحساب التغيرات الزمنية والمساحية، مما يجعله شاهداً رقمياً دقيقاً على التغيرات المناخية التي تطرأ على كوكبنا.
  • خرائط التلوث وموارد المياه: يتيح البرنامج برمجياً دمج طبقات خارجية تعرض جودة الهواء أو مستويات المياه الجوفية. الربط البرمجي بين هذه البيانات وبين الخرائط ثلاثية الأبعاد يسهل على المنظمات البيئية تحديد بؤر التلوث وإدارة الموارد المائية بفعالية عالية.

حل المشكلات التقنية المتقدمة في بيئة Windows

رغم استقرار البرنامج، قد يواجه مستخدمو الويندوز تحديات تتعلق برندرة الصور أو بطء التحميل. الفهم البرمجي لكيفية تعامل البرنامج مع الذاكرة الرسومية يساعد في حل هذه المعضلات. معظم المشاكل ناتجة عن تعارض في بروتوكولات DirectX أو OpenGL. يوفر البرنامج برمجياً أداة "الإصلاح" (Repair Tool) التي تقوم بمسح ملفات الذاكرة المؤقتة، واستعادة الإعدادات الافتراضية، وإصلاح سجلات الويندوز المتعلقة بجوجل إيرث، مما يضمن استعادة الأداء القوي دون الحاجة لإعادة التثبيت.

1. معالجة مشاكل الرسوميات والضبابية

  • التبديل بين أنماط الرندرة: يتيح البرنامج برمجياً الاختيار بين DirectX (الأفضل لويندوز) و OpenGL. إذا واجهت تقطيعاً في الصورة، يمكن للكود البرمجي إعادة تكوين نفسه ليتناسب مع تعريفات كرت الشاشة الحالية. كما ينصح برمجياً بتعطيل "تخفيف الحواف" (Anti-aliasing) في الأجهزة الضعيفة لزيادة سرعة معالجة الصور الجغرافية.
  • تحسين سرعة تدفق البيانات: في حال بطء الإنترنت، يمكن للمستخدم برمجياً تقليل "حجم الذاكرة المؤقتة للذاكرة" (Memory Cache) وزيادة "حجم الذاكرة المؤقتة للقرص". هذا التوازن البرمجي يجبر البرنامج على الاعتماد على الملفات المحفوظة محلياً، مما يقلل من ظهور المربعات الفارغة أثناء الملاحة السريعة.

مستقبل Google Earth: نحو التوأمة الرقمية والذكاء الاصطناعي

يتجه مستقبل البرنامج نحو مفهوم "التوأم الرقمي" (Digital Twin)، حيث يتم دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديث الخرائط لحظياً بناءً على صور الأقمار الصناعية اليومية. التوقعات البرمجية تشير إلى دمج ميزات الواقع المعزز (AR) بشكل أعمق، حيث يمكن للمهندسين رؤية نماذجهم المعمارية فوق الأرض الحقيقية بدقة متناهية. كما يتم العمل برمجياً على تحسين جودة المباني ثلاثية الأبعاد لتصبح نماذج هندسية كاملة (BIM) بدلاً من كونها مجرد صور مركبة، مما سيحول جوجل إيرث برو إلى منصة تصميم عالمية شاملة لا تكتفي بالعرض بل تشارك في البناء والتخطيط.

1. دمج البيانات الحية (Real-time Data Integration)

  • مراقبة حركة المرور والطقس لحظياً: يتم تطوير أكواد برمجية لدمج طبقات بيانات حية تتغير في ثوانٍ؛ مثل مواقع السفن في المحيطات أو الطائرات في الجو. هذا التكامل البرمجي سيجعل من البرنامج مرآة رقمية فورية لما يحدث على الكوكب، مما يفتح آفاقاً جديدة في إدارة الكوارث واللوجستيات العالمية.

الخلاصة: Google Earth Pro كإرث تقني ومعرفي خالد

في ختام هذا المقال التحليلي المطول، يتضح لنا أن Google Earth Pro لنظام Windows ليس مجرد متصفح للخرائط، بل هو أعجوبة هندسية برمجية نجحت في دمج العلم بالفن، والمعلومات بالخيال. لقد استطاع البرنامج بفضل محركه الرسومي الجبار، وأدوات التحليل الاحترافية، وقدرته المذهلة على إدارة مليارات البايتات من البيانات الجغرافية، أن يمحو الفوارق التقنية ويضع العالم كله في جيب المستخدم.

بفضل ميزاته التاريخية، وأدوات القياس الدقيقة، والقدرة على استكشاف المحيطات والفضاء، يظل جوجل إيرث برو هو المعيار الذهبي لنظم المعلومات الجغرافية المتاحة للجمهور. إن وجود هذا البرنامج على حاسوبك الشخصي هو ضمان بأنك تمتلك أقوى أداة استكشافية عرفها البشر، موفراً لك الدقة، والوضوح، والقدرة على رؤية كوكبنا بمنظور لم يكن متاحاً للأجيال السابقة. سيظل جوجل إيرث برو هو المعيار الذي تقاس به برمجيات المحاكاة الجغرافية، مؤكداً على أن الذكاء البرمجي المستمر هو المفتاح لفهم عالمنا المعقد وحمايته للأجيال القادمة عبر نافذة رقمية لا تغلق أبداً.

أسئلة شائعة حول Google Earth Pro لنظام Windows (FAQ)

1. هل يتطلب Google Earth Pro اتصالاً دائماً بالإنترنت؟

نعم، من الناحية البرمجية يحتاج البرنامج للاتصال بالإنترنت لتحميل الصور والبيانات ثلاثية الأبعاد لحظياً. ومع ذلك، يمكنه العمل في وضع "الأوفلاين" للمناطق التي قمت بزيارتها سابقاً وتم حفظها برمجياً في الذاكرة المؤقتة (Cache)، ولكن لن تتمكن من البحث عن أماكن جديدة أو رؤية تفاصيل لم يتم تحميلها مسبقاً.

2. ما هو الفرق الجوهري بين نسخة المتصفح ونسخة "Pro" للويندوز؟

نسخة المتصفح مبنية على كود خفيف للاستكشاف البسيط، بينما نسخة Pro للويندوز تمتلك أدوات برمجية احترافية مثل قياس المساحات المضلعة، استيراد ملفات GIS الضخمة، تصدير الفيديوهات بدقة 4K، والوصول إلى صور تاريخية أكثر شمولاً، مما يجعلها الخيار الأول للمهندسين والمحترفين.

3. هل يمكنني استخدام البرنامج في الأغراض التجارية؟

نعم، منذ أن أصبح البرنامج مجانياً بالكامل، يتيح الترخيص البرمجي استخدامه في الأغراض التجارية مثل العقارات، الهندسة، وصناعة المحتوى، طالما يتم الالتزام بحقوق الملكية وذكر المصدر (جوجل) عند استخدام الصور أو الفيديوهات المنتجة عبر البرنامج.

4. لماذا تظهر بعض المناطق بدقة منخفضة أو مشوشة؟

هذا يعود برمجياً لتوفر الصور من المصدر؛ فجوجل تقوم بتحديث المناطق الحضرية والكبرى بشكل متكرر وبدقة عالية، بينما المناطق النائية قد تعتمد على صور أقمار صناعية أقدم أو بدقة أقل. كما قد يكون السبب هو بطء سرعة الإنترنت التي تمنع الكود البرمجي من تحميل الطبقات عالية الدقة بالسرعة الكافية.

5. كيف يمكنني استعادة "أماكني المفضلة" إذا قمت بتغيير الحاسوب؟

يتم حفظ أماكنك برمجياً في ملف يسمى myplaces.kml داخل مجلد بيانات التطبيق (AppData) في ويندوز. يمكنك يدوياً نسخ هذا الملف ونقله للحاسوب الجديد، أو استخدام ميزة "حفظ باسم" لتصدير ملف KMZ ورفعه على سحابة جوجل درايف لضمان بقاء بياناتك الجغرافية معك في أي مكان.

تعليقات

التنقل السريع